التعددية وقبول الآخر في ذهنية الشخصية المصرية في العصور الوسطي من ق ‏‏4 - 10م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة دراية - مدينة المنيا الجديدة - محافظة المنيا - مصر

المستخلص

لعل أهم ما يميز العقل الجمعي المصري هو القدرة المتفردة على الانصهار مع الآخر وليس فحسب تقبله ومعايشته، فالذهنية المصرية هي الأکثر قدرة على إدراک الحکمة الإلهية القائمة على أن الاختلاف إرادة إلهيّة، وسنّة کونيّة تقتضي التّعارف والتواصل مع الآخر من أجل بلوغ الهدف الأسمى ألا وهو عمارة الأرض التي کلفنا بها من قبل الخالق.
إن تطور وذيوع ذهنية وأفکار التطرف ومعاداة الآخر تتطلب منا إحياء الحوار الإسلامي المسيحي وهو واجب ديني عملاً بالنص القرآني: {قل يا أهل الکتاب تعالوا إلى کلمة سواء بيننا وبينکم} (سورة آل عمران: [الآية: 64].)، وقوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الکتاب إلا بالتي هي أحسن} (سورة العنکبوت: [الآية: 46].) ومن ثم فإن فتح آفاق الحوار مع الآخر هي ضرورة حتمية ليس لمجرد التعرف على معتقدات الآخر لدحضها ورفضها، بل من أجل بناء إطار فکري يواجه ما نعانيه اليوم من إرهاصات فکرية تؤيد الرؤي القائمة على التشدد وإنکار الآخر، ولا سبيل إلى ذلک إلا بإعادة قراءة الحالة السلمية التي عرفتها مصر باعتبارها أرض الأديان التوحيدية، بحيث يمکننا أن نستلهم المنهج الديني المشترک الذي سيصل بنا إلى إدراک الحقيقة الکونية المتمثلة في أن الاختلاف لم يحدث لأجل التصارع والنزاع، بل لأجل التفاهم، والتکامل والعيش بسلام.

الكلمات الرئيسية