التعريف بوثائق الجنيزة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب للبنات - جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل - المملکة العربية السعودية کلية الآداب - جامعة حلوان - مصر

المستخلص

تعد الوثائق بصفة عامة من الوسائل ذات الأهمية القصوى لاستقاء المادة العلمية ؛ إذ إنها مصادر تاريخية من الدرجة الأولى من حيث عدم تطرق الشک إلى محتوياتها ، لأن کاتبها الذي عاش في القرون السابقة لم يکن في ذهنه وقتذاک أنها سوف تکون وثيقة تاريخية. ويُعاني المشتغلون في التاريخ الإسلامي من نقص کامل في الوثائق ، ولم يصلنا من القرون الإسلامية الأولى حتى القرن الخامس الهجري(7-11م)إلا وثائق البردي من مصر وبعد ذلک وثائق على الورق أو الرَق أو الشُقافات وغير ذلک . أما بعد القرن الخامس الهجري فتکثر مجموعات الوثائق مثل وثائق الأوقاف والمحاکم الشرعية ، وما حدث من تقدم ونشر هذه الوثائق واستخدامها في کتابة التاريخ ، يبشر بالخير. ومن حسن الحظ أن الأضواء بدأت تُسلط على کم هائل من نوع مهم من الوثائق يعرف بوثائق الجنيزة . وهي مجموعة من الوثائق الهامة لدراسة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمنطقة الشرق الأدنى في العصور الوسطى.
والجنيزة(Geniza)(גניזה)(وتلفظبالجيمالمصرية)کلمة عبرية مشتقة من الکلمة الفارسية(گنک)بمعنى خزانة(1) .
وهي مصطلح حديث أُطلق على الوثائق والمخطوطات التي کنزها اليهود في العصور الوسطى، في السيناجوج أو معبد "ابن عزرا" بالفسطاط الخاص بطائفة اليهود الربانيين ، وفي مقابر اليهود في حي البساتين وهي التي منحها لهم أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية(في منتصف القرن3ه/9م) . ومنذ ذلک العصر وهي تستخدم لدفن وثائق الجنيزة في أحواشها. ولهذا أطلق على هذه المجموعة اسم "جنيزة القاهرة" . وتعني الجنيزة لغوياً : "المخبأ" أو مکان الدفن فهي قريبة من الکلمة العربية(جنازة)التي تعني الموکب المشيع للميت . أما في التقاليد اليهودية فيطلق اسم الجنيزة على مستودع الأوراق البالية من الکتابات اليهودية المقدسة التي لا يجوز إبادتها، حتى وإن لم تعد تستعمل، وذلک لما يفترض من ورود اسم الله في ثناياها. وعليه ، فقد جرت العادة على خزن هذه الکتب البالية وقصاصات الورق مؤقتاً في مکان محدد في المعبد ، ثم يتم من حين إلى آخر تفريغ هذا المکان من محتوياته ، لتنقل عادة إلى المقبرة حيث تدفن نهائياً. ويطلق اسم "غرفةالجنيزة" على
المستودع المؤقت في المعبد وکذلک على المدفن الدائم في المقبرة .
ونظراً لأهمية الدراسات التي قام بها العالم اليهودي الأمريکي شلومو دوف جويتين على تلک الوثائق، فقد ارتأينا معالجة إحداها وهي المعنونة بـ:-"من البحر المتوسط إلى الهند.دراسة وثائقية على التجارة إلى الهند،وجنوب شبه الجزيرة العربية،وشرق إفريقية.من القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين".مقال بمجلة الدراسات الوسيطة،عدد أبريل1954،الجزء29،رقمجـ1....