تاريخ جُزُر القَمَرْ وحضارتها خلال القرون الستة الأولى للهجرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ- کلية الدراسات الأفريقية العليا- جامعة القاهرة

المستخلص

أسهمت جزر القمر بدور مهم في تاريخ المحيط الهندي والدول المشاطئة له، إذ تلاقت على مياه ذلک المحيط ثقافات وحضارات متنوعة؛ مما أتاح لتلک الجزر الإفادة من هذه الحضارات والثقافات جميعًا؛ فطبعت حضارتها الأفريقية بطابع متميز، وغدت واحدة من أهم البلدان الأفريقية في المحيط الهندي. وبرغم ما کان للعرب المسلمين من شأن کبير في أحداث المحيط الهندي وتفاصيل حضارته بفضل معرفتهم لفنون الملاحة ومسالک البحر وعلم الفلک، وتفوقهم في ذلک، لم يرد بمصادرنا الإسلامية إلا النزر القليل عن ذلک المحيط (البحر الحبشي )عند المسعودي (المتوفى عام 346هـ/957م)، أو (البحر الصيني) کما يسميه المقدسي (المتوفى عام 380هـ/990م)، أو (بحر الهند) عند البيروني (المتوفى عام 440هـ/1048م)، أو (البحر المحيط الجنوبي) عند شيخ الربوة (المتوفى عام 727هـ/1327م).
وبهذا فإن ما أوردته المصادر الإسلامية؛ جغرافية وتاريخية، وکتب رحلات، بالإضافة إلى کتب العجائب والغرائب، لا يمثل سوى القليل جدًا حول تاريخ وحضارة جزر القمر، فضلاً عن تناقض الأخبار المتعلقة بها، بدرجة تضفي کثيرًا من الغموض على تاريخ تلک الجزر بدلاً من أن تميط عنه اللثام، فأصبحت مهمة سبر أغوار هذا التاريخ عسيرة جدًا في ظل شحة المصادر. وقد استطاع الباحث التغلب على هذا الشح المصدري بالاستعانة بتقارير الحفائر الآثارية التي أجريت في تلک المنطقة، وأعانت هذه الحفائر في رسم صورة لمعالم تاريخ تلک الجزر وحضارتها.

الكلمات الرئيسية