إنْدُونِيسيا فِي ظِلّ الاحتلال اليابانيّ (1942-1945م).

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث ماجستير-قسم التاريخ- کلية الاداب- جامعة المنيا

المستخلص

دفعت أحداث الحرب العالميَّة الثانية عام 1939 وتطوراتها إلىٰ احتلال اليابان للمُستعمرات الهولنديّة؛ وتحتَ شِعار آسيا للآسيويِّين حاولت السُّلطة اليابانِيَّة الجديدة خِداع الشعب الإنْدُونِيسِيّ عن طريق الإفراج عن الزُّعماء، والتخلُّص مِنْ کُلّ نفوذ هُولندِيّ، ودعوة الوطنيِّين للمُشَارکة فِي الْحُکْمِ. وقد تعاون معهم "سوکارنو وحتا" في سبيل الْحُصُول عَلَىٰ أکبر مَا يُمْکِن مِنْ مکاسب، وَلَکِنَّ اليابانيُّون کانوا مُصميين عَلَىٰ الاحتفاظ بالهيمنة لأنفسهِم، وَسُرعان ما انفضحت أساليبهم الاستعمارِيَّة، فَمَعَ تَعَثُّر جهودهم الحربِيَّة لجأوا إلَىٰ سِيَاسَاتٍ أکثر قمعًا، فقد أُجْبِرَ الإندونيسيُّون عَلَىٰ تسليم مزروعاتهم والعمل فِي الْمُعسکرات اليابانِيَّة، واستغلّ اليابانيُّون کافة الموارد الموجودة في إندونيسيا لتحقيق مصالحهم الاستعمارِيَّة؛ ونتيجةً لذلک عمّت المجاعة والفقر والإرهاب کافة أنحاء البلاد، وکان ذلک کفيلًا لإثارة روح الحِقد والکراهيّة ضد الْحُکَّام اليابانيين الذي کان هدفُهم طَبْع إندونيسيا بالطابع اليابانِيّ! ولذلک فقد اتّضح للإندونيسيِّين أن اليابانيِّين لم يُقَدِّمُوا لَهُم سوىٰ شِعَارَات واهية؛ وأنَّه لا سبيل لَهُم فِي الْخَلَاص مِنَ اليابانيِّين إلَّا بالمُقاومة، فقاموا بثورات عديدة ضدّهم.
وَمَعَ اشتداد مُقَاوَمَة الإنْدونيسيين وَضَغْط العناصر الوطنِيَّة أَعْلَنَ القائد العام اليابانيّ (في يونيو 1943) بأنَّه سيسمح بإعداد الإندونيسيِّين للحُکْم؛ لکن وعلىٰ الرغم من ذلک فقد استمرّت الْمُقَاوَمَة، فقامَ اليابانِيُّون بتشديد قبضتهم عَلَىٰ الشعب الإندونيسيّ، فَسَادَ الْحُکْمُ الاستبدادي العسکري جميع أنحاء البلاد، وَمَعَ تَعَثُّر جُهُودهم الحربِيَّة وبداية انهيار حُلفاءهم في أوروبا، قاموا بتشکيل قُوَّات مِنَ الإندونيسيِّين، بل وتدريبهم للدفاع عن إندونيسيا، وإشراک عدد مِنْهُم فِي بَعْضِ الْمَنَاصِب المدنيَّة؛ وهذا کَانَ فِي صَالِحِ الإندونيسيِّين آنذلک لأنَّهُم أصبحوا في وَضْعٍ أفضل بکثيرٍ، فصاروا علىٰ استعدادٍ للاستقلال ببلادهم

الكلمات الرئيسية