مدن الصعيد وقراه في كتاب تاريخ أبو المكارم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة بنها/ کلية الآداب/ قسم التاريخ والآثار

المستخلص

يعد كتاب تاريخ (أبو المكارم) أهم المصادر النصرانية التي صُنفَت للتأريخ لكنائس مصر ودياراتها، والكتاب يحتوي مادة علمية ثرية عن مدن الصعيد وقراه في عدة جوانب تاريخية، وجغرافية، وأثرية، واقتصادية، واجتماعية، كتبها أحد رجال الكنيسة القبطية المعاصرون للقرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، فكان معاصرا للعصر الفاطمي الثاني (447/567هـ) وشهد زوال الخلافة الفاطمية في مصر وقيام دولة الأيوبيين على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي. ومصنفه (تاريخ أبو المكارم) - والذي كان يُنسب خطأً إلى (أبو صالح الأرمني)، ومصادر (أبو المكارم) في هذا السجل الحافل قائمة على المشاهدة والمعاينة والمساءلة ومطالعة السجلات والمراسيم والوثائق والكتابات الأثرية التي كانت بين يديه، بالإضافة إلى بعض المصادر النصرانية والإسلامية. وهو ما يجعل مادة كتابه مصدرًا أوليًا غنيًا لمن يبحث في تاريخ مدن الصعيد وقراه في القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي، فكثير مما ذكره أبو المكارم لا تجده في مصدر آخر. وأبو المكارم كان شاهد عيان يسجل في كتابه كثيرًا من نواحي الصعيد وولاياته ومدنه وقراه ووديانه، ثم يبرز كثيرا الجانب العمراني من خلال تناوله للكنائس والأديرة وهو الموضوع الأصلى للكتاب، ولا شك أن هذا الكتاب يعد موردا خصبا للباحثين في تاريخ مصر العليا في العصر الإسلامي بما يتضمنه من روايات وأخبار ينفرد بذكرها الشيخ المؤتمن أبو المكارم في تاريخه.

الكلمات الرئيسية