المعاهدة العراقية السوفيتية عام1972 وتداعياتها على الصعيدين الإقليمي والدولي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب - جامعة عين شمس

المستخلص

سعى السوفيت، في حقبة الستينيات من القرن العشرين ، إلى الحصول على موطئ قدم لهم في منطقة الشرق الأوسط ، وإلى كبح خصمهم في هذه المنطقة التي كانت تعد آنذاك منطقة نفوذ غربي في المقام الأول، مستغلين انشغال الولايات المتحدة بالحرب في فيتنام، والانسحاب البريطاني من شرقي السويس الذي تم الإعلان عنه منذ عام 1968، فقام السوفييت بسرعة وثبات بتطوير مصالحهم الحيوية، ومد جسور التعاون والصداقة خاصة مع الدول الأسيوية القريبة من حدودهم، وكان العراق في مقدمة هذه الدول. ونتيجة لذلك تصاعدت التحركات الأمريكية للتصدي لتحقيق الأهداف السوفيتية في العراق، أو السيطرة على صناعة النفط العراقية، وفى الوقت ذاته تدعيم الحليف الإقليمي الأول للولايات المتحدة في الخليج وهو إيران.
. وقد ركز معظم الدارسين والمؤرخين على الصراعات الساخنة التي اشتعلت في إطار الحرب الباردة مثل أحداث كوبا وفيتنام وأفغانستان، بينما لم يعر كثير من الدارسين اهتمامًا كبيراً للعراق كساحة للحرب الباردة في تلك الفترة، فالحرب الباردة في الشرق الأوسط بشكل عام، وفى العراق بشكل خاص، من أكثر الموضوعات المهملة في تاريخ العلاقات الدولية، لذا فقد عنُيت هذه الورقة البحثية بتناول الدور الذي لعبته العراق فى معترك الحرب الباردة على صعيد منطقة الشرق الأوسط ، وهو الدور الذي تبلور بعقد معاهدة الصداقة والتعاون بين العراق والاتحاد السوفيتي في التاسع من أبريل عام 1972 والتي اعتبرت نصرًا رمزيًا ومعنويًا للسوفيت في حلبة الحرب الباردة، لما ترتب عليها من نتائج خطيرة وبعيدة المدى تعدت تأثيراتها طرفي الاتفاق، لتؤثر على صراع القطبين في منطقة الشرق الأوسط.

الكلمات الرئيسية