تعرضت بولندا من جراء الحرب العالمية الثانية 1939-1945 لإضرار جسيمة في اقتصادها وبنيتها التحية، ولذا كانت بحاجة إلى إعادة بناء شامل لاقتصادها، وخاصة فى وجود أزمة في الغذاء والوقود. وفى ضوء ذلك اتخذت حكومة بولندا الشيوعية قرارًا عام 1947 بضرورة القيام بإجراءات اقتصادية شاملة من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية. وكان مشروع السنوات الست أحد أهم الخطط التي طرحتها الحكومة البولندية خلال الفترة 1950-1955 من أجل تحسين وتطوير الاقتصاد البولندى، وهدف هذا المشروع في الأساس إلى تحويل مسار الاقتصاد البولندى من اقتصاد زراعى إلى اقتصاد صناعى من خلال تطوير الصناعات الثقيلة والخفية. كما هدف المشروع أيضًا إلى تحسين الإنتاج الزراعى بإدخال الميكنة والوسائل الحديثة في هذا القطاع، وإجراء بعد الإصلاحات بتوزيع ملكيات الأراضى على أفراد الشعب البولندى. وكذلك تحسين البنية التحية بما في ذلك تطوير الطرق والجسور والسكك الحديدية والموانئ والمطارات وشبكات الكهرباء والطاقة كأساس لأى تطور اقتصادى مرجو، والعمل على زيارة تجارة بولندا الخارجية وخاصة مع دول المعسكر الشرقى، وتحسين مستوى المعيشة لدى البولنديين من خلال توفير فرص عمل وتقليل نسبة البطالة، وتحسين مستوى الخدمات الصحية من خلال زيادة المستشفيات والأطباء، وتحسين نظام التعليم في بولندا بالتوسع في إنشاء المزيد من المدارس والمؤسسات التعليمية والأكاديمية، والتوسع أيضًا في إنشاء المزيد من الوحدات السكنية لتوفير المسكن الملائم للبولنديين.