برزت ظاهرة النثار فى الدولة العباسية كمظهر من مظاهر الحياة الحضارية التي طرأت على المجتمع العباسي فى بغداد - حاضرة الخلافة العباسية - فى هذا العصر ، وهي ظاهرة مستحدثة على المجتمع الإسلامى ، ناتجة عن تأثر العباسيين بالنظم والتقاليد الفارسية فى مختلف مناحى الحياة ، وكان طبعيا أن تتطور نظم الحياة فى المجتمع العباسي نتيجة لتأثر العباسيين بالحضارة الفارسية ؛ فما إن شعر العباسيون باستقرار دولتهم بداية من حكم الخليفة المهدى ( 158 – 169 ه / 775 – 785 م ) حتى حرصوا على الاحتفال بالمناسبات المختلفة ، وإغداق الأموال والهدايا؛ فنثروا الأموال والجواهر والضياع على الأمراء والمقربين ، وهذا ما يسمى ظاهرة النثار ، ونظرا لتعدد المناسبات الاجتماعية التي احتفى بها الخلفاء العباسيون تعددت صور النثار ومظاهره ؛ مما أسفر عن العديد من النتائج التي أثرت على الدولة العباسية وخاصة فى البناء الاجتماعي فى بغداد ، وتجاه هذه الظاهرة المستحدثة على المجتمع الإسلامي كان حتما أن يتناول فقهاء الإسلام - على اختلاف المذاهب الفقهية - موقف الشريعة الإسلامية من هذه الظاهرة باعتبارها مظهرا من مظاهر الترف والبذخ الذي ساد فى المجتمع العباسي .