تهدف هذه الد ا رسة إلى تسليط الضوء على المعاهدة بين مدينة جنوة وامب ا رطور نيقية البيزنطية ميخائيل باليولوجس ) Michael Paleiologos ( عام 1621 م قبل تحركه لإسترجاع القسطنطينية من أيدي اللاتين والبنادقة، حيث أن لهذه المعاهدة دور كبير وحيوي في تشكيل العلاقات التجا رية بين جنوة وبيزنطة فيما بعد عام 1621 م، وذلك لأنها قد أعطت لجنوة مكانة وسطوة تجارية في بيزنطة لم تكن عليها من قبل بل إنها جعلتها في الصدارة لتحل محل غريمتها البندقية في بسط النفوذ والسيطرة التجارية، وتعد هذه المعاهدة من أبرز المعاهدات التجارية التي أبرمت في تلك الفترة وذلك لما ترتب عليها من تطو ا رت اقتصادية وتجارية، وبالإضافة إلى ما كشفت عنه من معلومات ودلائل توضح ما إحتوت عليه العقلية التجارية لجنوة كأحد المدن التجارية الإيطالية التي تعاملت مع بيزنطة ومدى إص ا رر هؤلاء الجنويين على التمسك بمكانتهم التجارية والعمل على علو شأن مصالحهم الاقتصادية والتجارية، كما أن هذه المعاهدة قد أوضحت العديد من الجوانب الاقتصادية والسياسية في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ بيزنطة، بالإضافة إلى ما كشفت عنه من معلومات أوضحت طبيعة الإمتيا ا زت التجارية التي كانت بيزنطة تمنحها بسخاء للتجار الأجانب المتحالفين معها، وأيضًا ألقت الضوء على التحالف السياسي والعسكري بين الطرفين من أجل تحقيق المصالح المشتركة، وفي ذات الوقت كانت هذه المعاهدة من أخطر الأحداث التي غيرت مجريات النشاط التجاري لجنوة في بيزنطة والشرق كافة مما جعل د ا رسة بنود هذه المعاهدة وتفسيرها من المؤرخين المحدثين ينال إهتمامًا واسعًا