صورة المرأة الأُمِّ في المجتمع البيزنطي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة جنوب الوادي - کلية الآداب - قنا

المستخلص

في مجتمعٍ ذكوريٍ – كالمجتمعِ البيزنطي – لا بد أن يكونَ تاريخ المرأة، وبالتبعية تاريخ الأم تحديداً مدلهماً بالمسكوتات، ومتشحاً أحياناً بالتشويه والإفك والاختلاف، ولأن المؤنتَ عنصرٌ مغلوبٌ على أمرِه في المجتمع البيزنطي بسبب طغيان النزعة الانفرادية لدى المذكر، ولا سبيل لقلب ذلك الطغيان إلى نقيضه، فقد كرهت الأُمُّ البيزنطية إنجاب أنثى، لقد فشلت في أن تفرض على الذكر الاعتراف بأهمية الأنثى الذي هو بالنسبةِ له رضوخٌ، لأنه ينقله من الاستبداد إلى الاستناد، ومن الاستعلاء إلى الاستواء.
كانت المرأة في العُرْفِ البيزنطي آلةً للإنجاب، وهي كائنٌ بخسٌ مغموراً بالشر - وإنجابها المستمر طالما هي قادرة على الإنجاب – وسيلة تجعلها أقل شر ونجاسة، وبذلك تكتسب أهميتها وقداستها من كونها أُمّاً، أما إذا افتقرت الأمومة، فتسقطَ عنها الحصانة، وتغدوا شراً كلها.
تطلبت الأمومة من المرأة البيزنطية النظر في نفس اللحظة إلى اتجاهين مختلفين: اتجاه الماضي عندما كانت ابنة لأُمّ، واتجاه المستقبل عندما أصبحت أُمّاً لطفل. ومن هنا فقد ترفعت على الصراع من أجل البقاء، بل الصراع لديها كان مسخراً من أجل الفداء.
وعلى الرغم من أن الأُمَّ البيزنطية كانت في المجتمع البيزنطي إلهاً ووطناً ووجوداً، إلا أن الأمومة في ظِلِّ المجتمع الذكوري كانت التمرين التطبيعي الأشَدّ فاعلية، وتأثيراً في تطويع النساء الأمهات، واستدراجهن إلى قفص الطاعة صاغرات، قانعات، وربما قانطات.

الكلمات الرئيسية